للتواصل معنا 37492352

مقابلات


ولد شينا : أوضاع السكان بلعيون كارثية


دعا الصحفي أمحمد ولد شينا السلطات الموريتانية الي التسريع في خطط الحكومة لمواجهة الجفاف قائلا إن الأوضاع بالداخل مزرية للغاية ، وإن السكان يواجهون العديد من التحديات وسط مخاوف من نفوق الماشية.
وقال أمحمد ولد شينا في حوار مع " مدونة لعيون " بعد عودته من المقاطعة إن التحديات التي تواجه السكان كثيرة ، وإن الجميع يأمل أن تسهم الخطة الحكومية في إنقاذ السكان والثروة وأن توزع بشكل عادل بين السكان.
وهذا نص الحوار :

مدونة لعيون   قمتم أخيرا بزيارة لمقاطعة لعيون .. ماهي أهم المشاكل التي رصدتموها بالمقاطعة؟
أمحمد ولد شينا : المشاكل التي تعاني منها الولاية عموما ومقاطعة لعيون بالخصوص كثيرة ، لكن لعل أبرزها وأكثرها إلحاحا تلك المشاكل الناجمة عن انعكاسات موجة الجفاف التي تضرب جميع مناطق المقاطعة هذا العام.
  فالحوض الغربي كما تعلمون يصنف ضمن أبرز المناطق الرعوية في البلاد، ومعظم السكان هناك يعتمدون على المواشي في حياتهم اليومية، كما أن الثروة الحيوانية تعتبر أهم ركائز الاقتصادي المحلي بالمنطقة، وهو ما يجعلها من أكثر مناطق البلاد تأثرا بموجة الجفاف.
 ومع ذلك  يلاحظ أن خطط الحكومة لمواجهة الجفاف لم تنطلق بعد في هذه المقاطعة ، والكثير من السكان هناك يعلق أملا في الحقيقة على هذه الخطة ومدي إمكانية مساهمتها في الحد من ما يمكن أن أسميه كارثة حقيقة تهدد سكان الحوض الغربي بشكل عام ومقاطعة لعيون بشكل خاص.
البعض ينتظر من السلطات الإدارية في الولاية أن تتحرك في الوقت المناسب باتجاه الولايات المالية المجاورة لتمكين السكان من دخول الأراضي المالية والرعي فيها دون مشاكل، وهذا يستعدي من هذه السلطات عقد اجتماعات مكثفة وتنظيم دوريات يومية لمعرفة أحوال الناس وتأمين السكان على الحدود.

مدونة لعيون : ماهي أبرز التحديات التي تواجه الريف بالمقاطعة؟
أمحمد ولد شينا : الحديث عن أوضاع الريف في مقاطعة لعيون، يعني الحديث عن أوضاع سكان المقاطعة عموما، هم يعانون الكثير من المرض والجهل والفقر والمجاعة، في ظل غاب تام لأي دور للحكومة أو إسهام في مواجهة التحديات التي يواجهها الريف ناهيك عن نقاط صحية ضعيفة وغير مزودة بالأدوية الكافية وغير مضبوطة العمل أو مراقبة الأداء ..
 السكان هناك باتوا منزعجين من غياب دور الحكومة لدرجة أن بعضهم، أصبح يتساءل هل نحن حقا مصنفون إداريا ضمن هذه المقاطعة وهل نعيش فعلا في دولتنا موريتانيا الحبيبة.
إن أردت الحديث عن تحديات الريف في المقاطعة تحدث عن التعليم، مئات التلاميذ في القرى التابعة للمقاطعة بلا معلم وبلا كتب مدرسية وإن تم لهم الحصول على معلم بشق الأنفس عليهم أن لا ينتظرون منه الكثير، فلن يحضر قاعة التدريس سوى يومين أو ثلاثة من كل شهر لتبرير غيابه الطويل وللتحايل علي التعليق الذي هو الوسيلة الوحدة للحكومة لمراقبة أداء العاملين.

في مجال المياه، عشرات القرى في المقاطعة تعاني العطش ، بعضها يمتلكا حفرا جاهزا ، والآخر حسم أمره وقرر الشرب من القري المجاورة علي ظهر الحمير أو العربات المحمولة عليها.
هنالك العشرات من المزارعين ممن تعطلت مزارعهم بفعل النقص الحاد للأمطار هذه السنة ، ولم يتلقوا أي مساعدة  من الحكومة أو دعم ، كما أن هنالك رغبة لدي السكان في زراعة الخضروات لتعويض النقص الحاصل في المزارع ، غير أن نقص المياه وضعف الوسائل المحلية حالت دون ذلك.
مدونة لعيون : هل هنالك مشاريع تنموية بالمدينة أو الريف؟
أمحمد ولد شينا : لا توجد مشاريع بالمعني الحقيقي للكلمة ، هنالك محاولات مدعومة من وزارة التنمية الريفية ، وأخري تشرف عليها مفوضية حقوق الإنسان ، لكن سؤال الجدوائية والشفافية مطروح بقوة في المنطقة ، والسكان يأملون خيرا من الخطة الحكومية القادمة ، وهم منتظرون..

مدونة لعيون : ماهي الأولويات حاليا كما تري؟

أمحمد ولد شينا : الأوليات حاليا يجب أن تتركز ثلاثة مواضيع أساسية، أولا رسم خطة محلية للحد من مخاطر الجفاف الذي يضرب المقاطعة، والثانية تفعيل وضعية التعليم في المقاطعة وخصوصا الريف، لأن الوضع أصحب محرجا، ثم العمل من أجل وضع حد للعطش الذي تعاني منهم معظم القرى الريفية هناك، وتوفير مياه صالحة للشرب في كل قرية.

الحمد لله الأوضاع الأمنية جيدة بالمنطقة عموما ، وهنالك انتفاء لعمليات السطو ، وحركة الجهات الإدارية باتجاه ملف الأمن ملحوظة ،غير أن الوضع يتطلب مزيدا من التنسيق مع الفاعلين المحليين من أجل اخراج المنطقة من واقعها الحالي ، والتقليل ما أمكن من الخسائر المتوقعة جراء الجفاف.
         

ليست هناك تعليقات: