للتواصل معنا 37492352

الاثنين، مايو 20، 2013

عمدة الطينطان:جرى تنكيس في الأولويات بخصوص إعمار الطينطان"مقابلة"

سعدن ولد جدو: عمدة مقاطعة الطينطان..

نقلا عن موقع السراج:قال سعدن ولد جدو عمدة مقاطعة الطينطان إن ملف إعمار مقاطعة الطينطان جرى فيه تنكيس من حيث الأولويات، 
ذلك أن الدولة بدل أن تركز على الشامي ومدن مستحدثة كان  الأحرى بها أن تركز على ساكنة الطينطان المنكوبة لتنهي معاناتها. يقول ولد جدو.
وقال ولد جدو في إطار حديثه عن إنجازات البلدية إنهم تسلموا بلدية الطينطان قبل الكارثة بستة أشهر بناية فقط، لا تتوفر على طابعة ولا عربة حمير أحرى السيارات، أما الآن فتمتلك أسطولا من السيارات  يتدخل في مجال النظافة والمياه ونقل الطلاب. وهذا كله من جهود البلدية ومن التسيير المحكم للمقدرات القليلة والضئيلة التي تتوفر عليها البلدية.
وأكد ولد جدو أنهم استطاعوا نقل البلدية من إسم إلى بلدية حاضرة في التعاطي مع المواطنين..بلدية حاضرة بمكاتبها بتأثيثها ومقرها، لتكون بذلك بلدية من أحسن ما هو موجود ومتاح في نظيراتها بالمقاطعات المجاورة.
السراج أجرت مقابلة مع عمدة مقاطعة الطينطان سعدن وجدو حول قصة إعمار الطينطان والأوضاع التي يعيشها ساكنة المدينة على مختلفة الأصعدة.
باصات لنقل طلاب المقاطعة باصات لنقل طلاب المقاطعة

 

وفيما يلي نص المقابلة:

السراج: متى تم انتخابكم عمدة لمقاطعة الطينطان؟
عمدة الطينطان: تم انتخابنا عمدة لمقاطعة الطينطان سنة 2007 في آخر انتخابات جرت في البلد، وقد كان من المفترض أن تكون المأمورية خمس سنوات ، إلا أن الوضع الذي يعيشه البلد مدد المأمورية إلى سنتين إضافيتين.
السراج: ما ذا قدمتم خلال هذه المأمورية لساكنة مقاطعة الطينطان؟
عمدة الطينطان: من المعلوم أن بلدية الطينطان عاشت كارثة سنة2007، جعلت أولويات البلدية تتغير، وقد كنا نطمح أن يتوفر لنا المجال الملائم للتغيير والتحسين، لكن الرياح جرت بما تشتهي ساكنة الطينطان، ذلك أن القلب النابض للمدينة ومستودع العقارات الثمينة فيها جرفته كارثة سيول غير مسبوقة سنة2007 جعلت أولويات البلدية تتغير وتتبدل.
وقد واكبنا هذه الكارثة وإن كانت البلديات في موريتانيا غير مصممة لهذا النوع من الكوارث، إلا أننا استطعنا-وبحمد الله-أن نواكبها، وأن تكون البلدية حاضرة بما استطاعت أن تقدم لساكنة الطينطان من إسعافات أولية، ومواكبة للوضع الانتقالي الذي عاشته  المدينة، والذي ما زالت تعيشه حتى اليوم.
في الحقيقة نحن تسلمنا بلدية الطينطان  قبل الكارثة بستة أشهر بناية فقط، لا تتوفر على طابعة ولا عربة حمير أحرى السيارات، أما الآن فتمتلك أسطولا من السيارات  يتدخل في مجال النظافة والمياه ونقل الطلاب. وهذا كله من جهود البلدية ومن التسيير المحكم للمقدرات القليلة والضئيلة التي تتوفر عليها البلدية.
كما استطعنا أن ننقلها من إسم إلى بلدية حاضرة في التعاطي مع المواطنين..حاضرة بمكاتبها بتأثيثها ومقرها. لتكون بذلك بلدية من أحسن ما هو موجود ومتاح في نظيراتها بالمقاطعات المجاورة.
نماذج من حملة التنظيف التي قامت بها البلديةنماذج من حملة التنظيف التي قامت بها البلديةلقد تطرقت البلدية للمجالات ذات الاختصاص التابع لها كالتعليم والمياه والنظافة، فعلى مستوى التعليم فإن كل المدراس الطينطان التي سلمت من الكارثة عرفت إنجازات البلدية إما ترميما وإما إنشاء.
وإذا كنت أريد أن أفصل كثيرا فقد أنشأنا فصلا دراسيا في مدرسة"اكني"ومدرسة ليبة وطيبة..وبالتالي البلدية دائما ما تمد يد العون للتعليم، ذلك أن المدارس التي يدرس فيها هي مدارس بنتها وزارة التهذيب تتدخل البلدية فيها كل سنة من أجل توفير الأغطية لها وترميمها. والبلدية تتوفر في مجال التعليم على ثلاث باصات تؤمن نقل الطلاب، وخصوصا الساكنة التي لا تقرب من الثانوية.
أما على مستوى المياه فالبلدية تتوفر على صهريج يمد يد العون للأحياء التي لا تشملها شبكة المياه ، وقد استطاعت البلدية أن تؤمن المياه لقرى: لحويطات جدة والتوفيق وكانب، فهذه القرى المذكورة استطاعت البلدية أن تنشئ له منشأ مائية.
كما استطاعت البلدية كذلك في مجال المياه أن تزود كني أهل جعفر وآكنان المجاورة   بشبكة مياه. وهو مشروع كلف البلدية أكثر من مليونين أوقية.
والبلدية الآن على مشارف تزويد حي البنية، وإن جاز مشروع سيكلف ثلاثة ملايين أوقية من أجل توصيل المياه لهذا الحي المترامي الأطراف والذي حرم من هذه الخدمة لسنوات عديدة.
أما في مجال النظافة فالبلدية تتوفر على رافعة تستخدم لتنظيف السوق والشوارع الرئيسية، وقد نظمت البلدية بالتعاون مع شركاء آخرين حملات نظافة عامة ومتكررة.
أما في مجال الإغاثي فتقوم البلدية كل سنة بتوزيع بعض الأضاحي عن طريق بعض الشركاء، كما تقوم بتوزيعات مجانية للفقراء. وهي الآن تقوم بتوزيع مجاني تستفد منه أكثر من مائة أسرة، وذلك في إطار شراكتها مع منظمة"إروباز"الإسبانية.
السراج: هل أنتم  راضون عن أدائكم..وكيف ترون موقف الآخرين منه؟؟
عمدة الطينطان: إذا نظرنا إلى أدائنا من جانب الطموح فنحن لسنا راضون عنه، ولكن إذا نظرنا إليه بعين واقعية إلى مقدرات البلدية وما تمتلك، ونظرنا كذلك بعين فاحصة وقمنا بمقارنتها مقارنة دقيقة مع نظيراتها على الأقل في الحوض الغربي، نجد أننا راضون شيئا ما عن أداء بلدية الطينطان إذا ما قورن بأداء البلديات الأخرى.
أما إذا نظرنا إلى جانب ما كنا نطمح إليه فإننا لا نقول إننا راضون لأننا نطمح إلى أن تكون البلدية أكبر حضورا، لكن الذي ينقصها هو المقدرات وليست الإدارة أو التسيير المحكم.
فنحن إذا نظرنا مثلا أن الدولة تزودنا هذه السنة بأقل من( 700مليون) ثم تطور المبلغ إلى أن وصل(10ملايين)، وهذه الملايين يتوفر منها(خمس ملايين وخمسمائة) للانجاز سنويا. فهذا المبلغ لو لم يرشد ويسير تسيرا محكما لما كانت البلدية تتوفر على ما هي عليه الآن من حضور ووسائل.
السراج: منذ سنوات والحديث جاري عن قصة إعمار الطينطان ما ذا عن تلك القصة؟
عمدة الطينطان: بخصوص إعمار مقاطعة الطينطان قلت في مقابلة سابقة في التلفزيون الموريتاني إنه جرى تنكيس في الأولويات. فكارثة الطينطان من المعلوم أنها جرت في أغسطس سنة2007، ونحن الآن نتكلم في حدود ست سنوات بعد الكارثة، وما زالت الساكنة تراوح مكانها وتعيش وضعا انتقاليا صعبا.
ذلك أن المؤسسة  في الحقيقة قد نلتمس لها العذر إذا نظرنا إلى الوضع الذي عاشته موريتانيا، وأن المتعهد أو الممول الوحيد هو المملكة العربية السعودية التي أمسكت المبلغ المالي أثناء الانقلاب ولم تعطيه إلا بعد أن استتبت الأمور شيئا ما، وفي هذه المرحلة بالتحديد ضاع الكثير على المواطن الطينطاني المنكوب.
ولما بدأت المؤسسة المسؤولة عن الإعمار تسترسل في الإنجازات نقول إنها أخطأت إذ عملت على تنكيس في الأولويات، ذلك أن الذي يهم المواطن هو مكونة السكن الإجتماعي، ومكونة السكن الاجتماعي لحد الآن مهمولة من طرف المؤسسة.
فعلا المؤسسة وزعت بعض القطع الأرضية واستلمها أصحابها لكنهم لم يستطيعوا استغلالها لانعدام الماء والكهرباء، وهي الآن بصدد إنجاز الماء والكهرباء ليتولى المواطن بنفسه البناء.
وفي الحقيقة تم إنجاز بعض المنشئات، ومن هنا أناشد الدولة بالإسراع في إنجاز ملف المياه والكهرباء لساكنة المدينة، لأن صفقة المياه الآن تراوح الشهر الرابع بعد أن فاز بها المقاول. كما أشير هنا إلى أن الدولة بدل أن تركز على الشامي ومدن مستحدثة كان الأحرى بها أن تركز على ساكنة الطينطان المنكوبة لتنهي معاناتهم.
السراج: وكالة الطنيطان هل ما تزال موجودة بالمقاطعة وما ذا بودها أن تفعل؟
عمدة الطينطان: وكالة إعمار الطينطان ما زالت موجودة، وهي الآن تتابع وتيرة هذه المشاريع المتأخرة، لكن يجب أن تضخ دماء جديدة، وأن تكون هناك تعليمات عليا-جديدة-من طرف الدولة بإنجاز هذه المشاريع وبإنهاء ملف معاناة الطينطان.
السراج: ما ذا عن أزمة العطش التي يعيشها ساكنة الطينطان من حين لآخر؟
عمدة الطينطان: في الحقيقة الطينطان بشكل عام يشرب بتناوب الأحياء، فكل حي يأتيه الماء في يوم في الأسبوع، لكن  أزمة العطش هذه والتي نسمع جعجعتها هنا وهنالك أحيانا-هي كما أشرت سابقا- مردها إلى أن ساكنة الطينطان المنكوبة تشرب عن صهاريج متهالكة ، وغالبا ما تتعطل هذه الصهاريج لأسباب فنية فتعيش الساكنة أزمات عطش شديدة، لأن الصهاريج هي مصدر الشرب الوحيد لهذه الساكنة.
السراج: ما ذا عن واقع التعليم بالمقاطعة وهل حاولت الدولة تحسين ظروفه؟
عمدة الطينطان: في الحقيقة أن مشكلة التعليم ليس مشكلة تخص الطينطان، وإنما هي مشكلة بنيوية تخص موريتانيا بأكملها. فالتعليم في  موريتانيا تعليم نظامي لا يلبي جاحات السكان، لكن الأدهي والأمر أن سكان الداخل لا يجدون البديل من توفر التعليم الحر وهذه كارثة، فالتعليم النظامي يعمل على تجهيل الأبناء.
إن واقع التعليم في الطينطان مثله في موريتانيا يعيش قدرا من الفوضى والتسيب وقلة المعلمين وهي مشكلة لا تخص الطينطان-كما قلت- بقدر ما هي مشكلة وطنية.
السراج: ما هي العوائق التي تعترض طريقكم أثناء قيامكم بواجبكم البلدي؟
عمدة الطينطان: من أبرز العوائق التي تعترض طريق البلدية أن المواطن لا يسأل عن مقدرات البلدية وليس مستعدا لمعرفتها، كما أنه ليس جاهزا لدفع الضرائب للبلدية لأنه يعيش عقلية قريبة من عقلية المستعمر. فهو يعتبر أن البلدية مؤسسة أجنبية وأن الضرائب التي تأخذ البلدية هي تغريم، بالتالي يأبى أن يدفعها ويتحايل على من يطالبه بدفعها.
من هنا يمكن القول إن أكبر عائق هو عدم تجاوب المواطنين مع الواجب الضريبي والإصلاح والتطوير الذي تنشده بلدية الطينطان، فهذه الظروف في الحقيق تضافرت لتجعل الهوة تتسع بين ما نطمح له وبينما هو واقع، لأن ميزانية البلدية تقرر من خلال مساعدة تعطيها الدولة وليست كبيرة(450مليون) وهي تدفع للعمال(12 مليون)سنويا، فالباقي ومتوفر الانجاز يجب أن تحصله من خلال الضرائب، وأن يكون المواطن متجاوبا معك، وما يحدث هنا هو العكس. فالمواطن يتهرب من الواجب الضريبي وبتهربه يقل التحصيل البلدي وتقل ميزانية البلدية وقدرتها على الانجاز والتطوير.
هذا جزء من العوائق الحقيقة والتي كنا نود أن تتبدل مع النمط الجديد الذي أصبح يحكم البلدية، فالبلدية أصبحت تتدخل في النظافة والتعليم ونقل الطلاب. وهذا التغيير في نمط البلدية يجب أن يواكبه تغيير آخر في التعاطي وفي سلوك المواطن من خلال التجاوب مع الواجب الضريبي والبلدية من أجل أن تستطيع أن تغير.
السراج: ما هو مستوى تفاعل الدولة مع المطالب التي تتقدم بها البلدية؟
عمدة الطينطان: أكاد أقول إن التنسيق بين البلديات والوزارات يكاد يكون معدوما، لأنه يكاد أن يكون هناك قطيعة في هذا المجال. فالبلديات يجب أن تكون أداة لتنفيذ السياسات القطاعية محليا، ونحن لا نجد كبير تعاون في هذا المجال لأنه غالبا ما تنجز المشاريع من طرف وزارات لا نعلم بها في أحايين كثيرة، بالتالي فإن التنسيق في هذا المجال يكاد يكون معدوما.

السراج: هل من كلمة أخيــــــــــــــــــــــــرة؟
عمدة الطينطان: الكلمة الأخيرة في الحقيقة هي أن ما ذكرنا هو بعض ما احتوته الذاكرة من إنجازات البلدية. فقد حاولنا ونحن في خضم تسييرنا للبلدية أن ننفتح على الجميع بدون استثناء، وأن نحافظ على علاقة طيبة بالجميع، وأن لا نكون عمدة لطرف معين، وأرجوا أن نعامل بالعقلية التي تعاملنا بها مع الجميع، وأن يطرأ على المواطن تغيير في العقلية فينظر إلى مؤسسة البلدية أن لديه حقوق عليها وعليه واجبات تجاهها في المقابل.
كما أريد هنا أن أأكد للجميع أن بلدية الطنيطان ليست بلدية لطرف معين، وإنما هي بلدية كل سكان الطنيطان. وأرجو أن تصدر الدولة تعليمات جديدة بخصوص إعمار الطينطان، وأن لا تنصرم سنة 2013 إلا وساكنة الطينطان يسكنون في أرضهم الجديدة الآمنة وأن يتم إنجاز جميع هذه المشاريع.

السراج: شكرا جزيلا
العمدة: شكرا لكم..


أجرى المقابلة: شيخن ولد البان.

ليست هناك تعليقات: