للتواصل معنا 37492352

الثلاثاء، أبريل 17، 2012

الظــــــــــــلم والأمن


أظن الكثير من الموريتانيين اليوم يخافون شبح الإنفلات الأمني والحروب العرقية والطائفية التي تنتظرها دائما الدول التي تتميز بالهشاشة السياسية والعلمية ، أو توهم أنظمتها المواطنين بذالك الشبح المخيف الذي قد يفد إليهم في أي وقت إذا ما سقطوا أو فقدوا السيطرة ،
هكذا ببساطة يروجون " نعم نحن مفسدون وجاهلون وأغبياء ونحكمكم كالدواب ، ونتلاعب بمقدراتكم وننهب ثرواتكم لكن نسيطر على الأمن ونحافظ عليه ، فلكم أن تختاروا بين الهوان والذلة والتخلف أو الفوضى العارمة التي تخطف كل نفس فيكم ".
في التاكسي وفي الشارع والسوق والجامعة والمدارس والأحياء يروجون هذه الخديعة " نعم تونس ومصر قامت بثورة وتحررت لكننا لسنا كتونس ومصر" ، وحين تسأل ما الفرق ؟ يقولون لك ليس فيهم أعراق مع العلم أن في كلى الدولتين أعراقا وأديانا مختلفة ، ورغم أن نفس الدعاية أستعملت في مصر لكنها أعيد تدويرها هنا مع مجموعة من الأحداث التي تتابعت لتؤكد أن هناك خيارين فقط إما القبول بالفساد والنهب أو التعرض للفوضى وكأن هؤلاء المفسدين هم من كان يسيطر على الأمن منذ إنتشاء الخليقة ،، عجبا .

لقد غاب الأمن عن موريتانيا ليومين دون أن تسجل أية أحداث عرقية عام 2003 ، فما الجديد ؟ ،

الجديد حسب رأيي أن النظام موقن من إقتراب اللحظة "التاريخية" ويلعب على الوتر الحساس ، ويقنع الكثيرين بأكاذيبه وللأسف الشديد لايدرك هؤلاء أن إستمرار الظلم هو الكارثة الأمنية الحقيقية التي سيدفع ثمنها من ليس له ناقة ولاجمل في أي شيء .

والآن أرجوكم جميعا إستعراض الخريطة الذهنية ولتحاولوا معي السفر بخيالكم بقدر من التعقل لما يمكن أن يحصل في الحالتين ، فقد سبق وفعلتها ذات تأمل وبحث تصاحبه كميات من الآدرينالين وأتيت بالتصورات التالية ـ التي لا أقترح على أحد تبنيها بقدر ما أقترح عليه البحث في داخله والتفكير العميق عله يصل إلى نتائج أكثر دقة قبل فوات الأوان ـ :

1 ـ سأفترض أن الأمور أستمرت على ماهي عليه :
ـ رئيس متسلط ومتحكم في كل شيء وغير مؤهل علميا
ـ طاقم وزاري أشبه بأجهزة تشغل بالريمونت كونترول التي بيد الرئيس
ـ منظومة فساد تزيد الخناق على مقدرات البلد
ـ غياب تام في العدالة الإجتماعية بين الفئات ـ وهذه النقطة هي الأهم ـ ،
ـ إثارة النعرات العرقية بين طوائف الشعب في أكثر من مناسبة وضرب بعضهم ببعض
ـ إستمرار المعاناة الإقتصادية للبلد وإنتشار الفقر وتفشي الأمراض والجرائم وتحلل المجتمع والتجهيل
ـ إستمرار تفحش الطبقة الفاسدة في الثراء وأساليب الفساد وإستعباد خلق الله

مع إستمرار هذا الواقع ليس أمامنا سوى حالتين :

1 ـ الإقتناع بدعاوى الفوضى والإستمرار بدفن رؤوسنا في الرمل ـ كالنعام ـ ومع كل سنة تمر يكون وقت التفكير في أي عمل حضاري صار أصعب ، ولاشك أن هناك يوم الإنفجار العظيم لأن الناس تحت الظلم لايمكن توقع أين ولا متى يسنفجرون ، ولن تكون بالمذبحة العادية بل ستكون بين الأعراق أكثر من أي وقت مضى ولن تكون هناك أي أسس أو أرضية ممكنة للتوقف ، سيكون الأمل في العودة بات أقرب إلى المستحيل ، ستحاول منظومة الفساد تدارك مايمكن تداركه لكنها مع أو إحساس بالفشل ستجمع حقائبها وأرصدتها وتترككم تحترقون لأن تاريخ صلاحية نهبكم قد أنتهت ولايريدون الموت معكم ـ كم يرعبني هذا الخيار ـ

2 ـ أن نقول للظلم كفى بكل الوسائل السلمية والحضارية وبأسرع وقت ممكن لأننا نلعب الآن في الوقت بدل الضائع ، نقف بالمقاومة السلمية لهذا النظام المريض الذي حكمنا لأكثر من 30 عاما ونوقفه عند حده ونعجل في نهايته ، ستكون مسؤولية كبيرة وتدارك مقنع للأخطاء وإصلاحا لذات البين وبناء دولة على أسس من العدالة الحقيقية والقانون المطبق على كل فرد مهما كانت مسؤوليته .

في الفقرة الأخيرة كنت أرى الحديث هكذا نوعا من التسلية لكنني الآن موقن أنه هو المفر الوحيد من جحيم الظلم وإنعدام الأمن معا ،

وهنا أختم أنني لا ألزم أحدا بتسلسل الأفكار الماضي لأنه يخصني ، لكنني على عتبة اليقين بشيء أكثر منطقية بالنسبة (حيث يكون الظلم سيكون هناك إنعدام في الأمن ، وكلما أستمر الظلم في الإستفحال صارت عودة الأمور إلى مجاريها أصعب ) فبركم أنقذوا موريتانيا وأنقذوا أنفسكم .
عن الشقيقة مدونة الكشاف

ليست هناك تعليقات: